الدولار الأمريكي انخفض أمام الين الياباني واليورو باقي العملات الرئيسية في نهاية تعاملات العام 2018 يوم أمس الإثنين. حيث أن التفاؤل حول الحرب التجارية العالمية بين الولايات المتحدة والصين إلى هبوط أسعار الملاذات الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرين. ولكن الدولار الأمريكي بقي على المسار الصحيح لتسجيل أقوى أداء سنوي له في ثلاث سنوات.
انخفض مؤشر الدولار الذي يقيس قوة العملة الأمريكية أمام سلة العملات الرئيسية المنافسة بنسبة 0.22% في تداولات يوم أمس الإثنين. ويبدو أن الدولار الأمريكي يتجه نحو تداولات نهاية العام في وضع دفاعي، حيث أن المخزونات العالمية قد ارتفعت بعد التعليقات الإيجابية على التجارة الأمريكية-الصينية من الرئيس ترامب.
كما أن التقدم في المناقشات حول الأزمة التجارية بين الولايات المتحدة والصين أدت إلى ارتفاع بورصات الأسهم في جميع أنحاء العالم، كما قدمت تلميحات متفائلة حول التداولات في نهاية العام للأسواق على مستوى العالم. كما ساد شعور المخاطرة قليلاً عندما قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب انه اجرى نقاش جيد جداً مع الرئيس الصينى شى جين بينغ يوم السبت لمناقشة التداعيات التجارية وقال أنه تم تحقيق “تقدم كبير”.
انخرطت كلا الدولتان في حرب تجارية خلال معظم عام 2018، مما أدى إلى اهتزاز بالأسواق المالية العالمية. كما عطلت التعريفات العقابية تدفق مئات المليارات من الدولارات من السلع بين أكبر اقتصادين في العالم. وظل الين الياباني الذي يميل لتحقيق الأرباح خلال الضغوط الجيوسياسية أو المالية حيث أن اليابان هي أكبر دولة دائنة في العالم، في ظل الطلب وتراجع الدولار إلى أدنى مستوى له خلال ستة أشهر مقابل العملة اليابانية.
عززت التوترات المستمرة الطلب على الملاذ الآمن في العملة الأمريكية هذا العام حيث راهن المستثمرون على أن الولايات المتحدة في وضع أفضل من منافسيها للتغلب على حرب تجارية. على مدار العام ارتفع المؤشر بنسبة 4.4%، وهو أفضل زيادة سنوية في النسبة المئوية منذ عام 2015.
في حين كان الدولار مستقراً نسبيا في نهاية عام 2018 والتكلفة باهظة الثمن وازدهار الأسهم الراكدة، والتراجع في عمليات الإعادة النقدية من قبل الشركات الأمريكية وإمكانية ألا يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة عدة مرات كما كان متوقعاً في السابق. كل ذلك يشكل تحدي حقيقي لتحركات الدولار. والكثير من المحللين يعتقدون أن الدولار الأمريكي قد يكون في ذروته.
يوم الاثنين ارتفع اليورو بنسبة 0.08% مقابل الدولار. على الرغم من أن العملة الموحدة قد ارتفعت مقابل الدولار في الأسابيع الأخيرة، إلا أن النمو الاقتصادي والتضخم في أوروبا لا يزالان أضعف بكثير من توقعات البنك المركزي الأوروبي. ومن المتوقع أن يخسر اليورو حوالي 5٪ مقابل الدولار في عام 2018.
ارتفع الجنيه الاسترليني الذي تعرض لهبوط هذا العام بسبب مشاكل البريكست بنسبة 0.31% إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع. وفقد الجنيه البريطاني حوالي 6% من قيمته مقابل الدولار هذا العام.
قم بكتابة اول تعليق