الذهب يتغلب على الأسهم العالمية ويتداول عند 1500 دولار

ارتفع الذهب إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من ست سنوات يوم أمس الاربعاء حيث جعلت المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي المعادن الثمينة والملاذات التقليدية الأخرى أكثر جاذبية من الأصول التى تعتبر اكثر خطورة مثل الأسهم.

ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 2.2% لتتداول عند 1,522.70 دولار للأونصة. وكان يوم الأربعاء أول مرة منذ أبريل 2013 يتم فيها تداول الذهب فوق 1500 دولار، حيث ارتفعت مكاسب المعدن الثمين إلى أكثر من 18%. وهذا العائد أعلى من مكاسب مؤشر ستاندرد أند بوروز 500 التي بلغت 14.3% من العام حتى الآن.

تأتي المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي فى الوقت الذى اشتدت فيه الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين مع سماح السلطات الصينية لعملة البلاد بتخفيض قيمة –اليوان- أمام الدولار بينما خفضت عدة بنوك مركزية في جميع أنحاء العالم أسعار الفائدة. يقول المحلل الاقتصادي ريان جيانوتو “هذا هو أكبر عامل تنتجه الحرب التجارية لأنه يقدم مجموعة جديدة كاملة من المخاطر على المعادلة، ومما يحرك حقاً مخاوف الناس هو سؤال هل انخفاض قيمة اليوان يعني تهديدا أكبر للاقتصاد.”

وفي يوم الإثنين الماضي سمحت الصين لليوان بالضعف إلى أكثر من 7 مثابل الدولار الأمريكي، مسجلاً بذلك أدنى مستوى للعملة الصينية مقابل العملة الخضراء منذ أكثر من عقد من الزمان. وأدت هذه الخطوة إلى أكبر عملية بيع في وول ستريت في عام 2019. وكان بنك الشعب الصيني قد اخمد فى البداية مخاوف التصعيد يوم الثلاثاء من خلال ربط اليوان بمستوى اقوى من المتوقع بالنسبة للدولار. بيد أن هذه المخاوف عادت إلى الظهور بعد أن حددت الصين اليوان بمعدل أضعف من المتوقع.

وجاءت تحركات العملة الصينية بعد أن أعلن الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي عن فرض تعريفة بنسبة 10% على سلع صينية إضافية بقيمة 300 مليار دولار. ويخشى المستثمرون من التعريفة لأن السلع المستهدفة تشمل المنتجات الاستهلاكية التي تتراوح بين الملابس ومنتجات أبل مثل اي فون. وقد ساعدت التوترات التجارية الذهب – الذي يعتبر ملاذا لأنه يحتفظ بقيمته بغض النظر عن الظروف الاقتصادية – على الارتفاع هذا الشهر في حين أن انخفضت الأسهم بدرجات حادة.

ارتفع المعدن الثمين بأكثر من 5% في أغسطس. وفي الوقت نفسه انخفض سعر مؤشر ستاندرد أند بوروز بنسبة أكثر من 4%. وعلى الرغم من أن العقود الآجلة للذهب لا تزال في اتجاه الشراء على المدى القريب، فإن الاتجاهات الهبوطية الحادة في عوائد السندات تدعم بقوة حالة الصعود للذهب.

كما أدت المخاوف بشأن الاقتصاد إلى رفع أسعار الذهب في حين انخفضت العائدات العالمية. وخفضت البنوك المركزية فى نيوزيلندا والهند وتايلاند أسعار الفائدة خلال ساعات قليلة، حيث خفضت نيوزيلندا معدل الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بينما خفضت الهند معدلها بمقدار 35 نقطة أساس. وخفضت تايلند أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.

وأشارت المصارف المركزية الثلاثة إلى ضعف النمو الاقتصادي بطريقة أو بأخرى. وأشار البنك المركزي الهندي إلى أن نمو التضخم معتدل ويحتاج إلى تعزيز اقتصاد البلاد. وقال البنك المركزي النيوزيلندي إن انخفاض معدلات الفائدة كان ضرورياً لمواصلة تحقيق أهدافه المتعلقة بالعمالة والتضخم.” قال البنك المركزي التايلندي إنه يتوقع تباطؤ النمو الاقتصادي.”

انخفضت عائد السندات الأمريكية لمدة 10 سنوات إلى أدنى مستوى له منذ عام 2016، وانخفض لفترة وجيزة إلى أقل من 1.6%. وفي ألمانيا سجل البوند لمدة 10 سنوات انخفاضاً قياسياً، حيث بلغ 0.6%.

 

سجل هنا واحصل على
عرض مميز للتداول اونلاين

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*