النفط تحت الضغط مع زيادة الانتاج الأمريكي وارتفاع الدولار

تراجعت أسعار النفط في تداولات اليوم الخميس متأثرة بارتفاع الدولار الذي طغى على تقرير يفيد بانخفاض مخزونات الخام في الولايات المتحدة. حيث بلغ خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة 61.15 دولار للبرميل، لينخفض 53 سنتاً أو 0.9% عن سعر آخر تسوية. كما هبط خام القياس العالمي برنت في العقود الآجلة 42 سنتاً أو 0.6% عن سعر الإغلاق السابق ليصل إلى 65 دولار للبرميل. فيما ارتفع الدولار لأعلى مستوياته في أسبوع أمام سلة من العملات الرئيسية اليوم، بعدما أظهر محضر الاجتماع الذي عقده المجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) في يناير أن صناع السياسات ازدادوا ثقة في ضرورة الاستمرار في رفع أسعار الفائدة.

ونظراً لتداول النفط بالدولار فإن ارتفاع العملة الأمريكية يزيد من تكلفة واردات الوقود على الدول التي تستخدم عملات أخرى بما قد يحد من الطلب. وطغت قوة الدولار على تقرير معهد البترول الأمريكي الصادر أمس الأربعاء والذي كشف عن انخفاض غير متوقع في مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة بمقدار 907 آلاف برميل إلى 420.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 16 فبراير. ورغم تراجعات اليوم قال محللون إن أسواق النفط تحظى بدعم جيد بصفة عامة نتيجة تزامن نمو الطلب مع تخفيضات الإنتاج التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا. حيث أن تخفيضات إنتاج أوبك أدت إلى استقرار السوق وبالتالي فإن الالتزام بالاتفاق جيد نسبياً. وبحسب التقارير الدولية وبيانات “أوبك” فإن فائض المعروض يتفكك بوتيرة أسرع من المتوقع وهو ما يعني أن السوق على مشارف التوازن المنشود، مشيرة إلى أن الأسعار ارتفعت إلى فوق 70 دولار للبرميل، إلا أنها لم تصمد كثيرا بسبب طفرة الإنتاج الأمريكي لكنها لن تهبط بشكل حاد مرة أخرى بسبب جهود المنتجين الناجحة في تقييد المعروض النفطي.

إن تعافي الأسعار وانحسار فائض المخزونات يضفيان أجواء جيدة من الثقة والتفاؤل على السوق، والمنتجون سيواصلون التعاون ربما بوتيرة أقوى كما أن الطرح المرتقب لخصخصة 5% من شركة “أرامكو” السعودية سيأتي في أجواء إيجابية للغاية في السوق. ومن المقرر أن تصدر إدارة معلومات الطاقة تقرير المخزونات الأسبوعي اليوم الخميس، متأخرةةً عن موعدها بسبب عطلة الإثنين الماضي في الولايات المتحدة، وتوقع مسح أجرته “بلومبيرج” ارتفاع المخزونات في الولايات المتحدة بمقدار ثلاثة ملايين برميل في الأسبوع الماضي، وهو ما قد يثير مخاوف من عرقلة جهود “أوبك” وحلفائها لخفض الإنتاج من أجل تقليص المخزونات. إن فائض مخزونات النفط انخفض كثيراً على مدار العام المنصرم ليصبح 74 مليون برميل فوق متوسط خمس سنوات في يناير لأسباب منها اتفاق خفض الإنتاج الذي تقوده أوبك. تخفض منظمة أوبك الإنتاج 1.2 مليون برميل يومياً بموجب اتفاق مع روسيا ومنتجين مستقلين آخرين، ويسري الاتفاق الذي بدأ قبل عام حتى نهاية 2018. وتستهدف أوبك خفض المخزونات إلى متوسط خمس سنوات لكن السعودية أشارت إلى احتمال تعديل ذلك الهدف.

 

سجل هنا واحصل على
عرض مميز للتداول اونلاين

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*