ارتفعت أسعار النفط أكثر من 2% في تداولات اليوم الأربعاء، ليسجل برنت بذلك أعلى مستوياته في ثلاث سنوات ونصف بعد أن تخلى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن الاتفاق النووي مع إيران وأعلن عن “أعلى مستوى” من العقوبات على البلد العضو في “أوبك”. حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 76.87 دولار للبرميل لتقفز بذلك 2.02 دولار أو ما نسبته 2.7%، بعد أن قفزت في وقت سابق من الجلسة إلى أعلى مستوى لها منذ شهر نوفمبر لعام 2014 عند 77.43 دولار للبرميل. بينما صعدت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط بحوالي 1.79 دولار أو ما نسبته 2.6% ليتداول الخام عند إلى 70.85 دولار للبرميل.
ارتفعت الأسعار بعد أن أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الخام التجارية في الولايات المتحدة هبطت 2.2 مليون برميل الأسبوع الماضي، لتتجاوز بذلك التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض قدره 719 ألف برميل. وفي الصين أكبر مشتر للنفط الإيراني سجلت العقود الآجلة للخام في شنغهاي أعلى مستوياتها بالدولار منذ اطلاقها في أواخر شهر مارس الماضي لتتتجاوز حاجز 73.20 دولار للبرميل.
وقد أرجع المحللين صعود الأسعار القوي إلى تراجع متوقع في صادرات النفط الإيرانية، وأشاروا إلى أنه من المؤكد تراجع صادرات إيران من النفط إلى آسيا وأوروبا في وقت لاحق من هذا العام وفي 2019 مع بحث بعض الدول عن بدائل تفاديا للمتاعب مع واشنطن ومع بدء ظهور تأثير العقوبات. وكجزء من الانسحاب ستعيد الولايات المتحدة فرض عقوبات تستهدف قطاع النفط الإيراني، قطاع الشحن والمعاملات المالية الدولية لإيران بحلول شهر نوفمبر المقبل. كما أوضح الخبراء أنه مع وجود هذا الخطر بشكل مؤكد فهناك توقعات بانخفاض حاد في مشتريات النفط الخام الإيراني من جانب جميع الأطراف خلال الشهرين المقبلين.
وتشير التوقعات إلى اختفاء ما بين 500 ألف إلى 700 ألف برميل يومياً من إمدادات النفط الخام الإيراني من السوق في الأشهر المقبلة، وسيصل هذا الانخفاض إلى نحو 13% إلى 18% من انتاج إيران النفطي.
لكن يمكن القول في النهاية إن الخطوة التي اتخذها ترمب لن تقضي على جميع صادرات النفط الإيرانية، لأنه توجد دول أخرى تعارض انسحابه من الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 خاصةً بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين.
قم بكتابة اول تعليق