النمو الاقتصادي في الصين عند أدنى مستوى له منذ 27 عاماً

انخفض النمو الاقتصادي فى الصين إلى أدنى مستوى له منذ ما يقرب من ثلاثة عقود حيث يشعر ثاني أكبر اقتصاد فى العالم بآثار حرب تجارية طويلة مع الولايات المتحدة .

ارتفع اجمالي الناتج المحلي للبلاد بنسبة 6.2% في الربع المنتهي فى يونيو، وهو ابطأ معدل نمو ربع سنوي منذ عام 1992 وانخفض من 6.4% في الربع السابق وفقاً للارقام الحكومية التي نشرت اليوم الاثنين. حيث ذكر المكتب الوطني للاحصاءات في الصين في بيان له أن الاقتصاد الصيني سيظل يواجه “ضغطاً نزولياً ” فى النصف الثاني من هذا العام. “الاقتصاد الصيني لا يزال في وضع معقد وخطير، خاصةً أن تباطأ النمو العالمي والشكوك الخارجية آخذة في الارتفاع.”

وقد اتفقت بكين وواشنطن مؤخراً على هدنة مؤقتة من الحرب التجارية التى دامت شهوراً وتخططان لاستئناف المحادثات التجارية. وقال المستشار التجاري للبيت الابيض بيتر نافارو في مقابلة تلفزيونية يوم الجمعة الماضي أن الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهيزر سوف يسافر إلى بكين مع وزير الخزانة ستيفن منوشين فى المستقبل القريب .

إلا أن المحللين يقولون إنه لا تزال هناك علامات استفهام حول ما إذا كان الجانبان يمكن أن يتوصلا إلى اتفاق لإلغاء الرسوم الجمركية التي تم تطبيقها خلال الإثني عشر شهرا الماضية . “إن عدم اليقين الناجم عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين كان عاملاً هاماً ونعتقد أن هذا سيستمر. كما أن الشركات لا تزال تشك في أن البلدين سوف يتوصلان إلى اتفاق تجاري أوسع نطاقاً ويدركون أن التوترات التجارية قد تتصاعد مرة أخرى”.

تأتى أرقام النمو هذه بعد أن سجلت الصين انخفاضاً في كل من الصادرات والواردات في الشهور الستة الاولى من هذا العام، مما يشير إلى أن الحرب التجارية تؤثر على اقتصاد يعاني بالفعل من ضعف الطلب المحلي. وانخفضت صادرات الصين بنسبة 1.3% على أساس سنوي في النصف الأول من العام بالقيمة الدولارية، في حين انخفضت الواردات بنسبة 7.3%. وسجلت البلاد انخفاضاً حاداً في الصادرات إلى الولايات المتحدة، التي انخفضت بنسبة 8.1% خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2019. وانخفضت الواردات من الولايات المتحدة بنسبة 30% على أساس سنوي.

تجدر الإشارة هنا أيضاً إلى أن الحرب التجارية والتباطؤ الاقتصادي فى الصين قد أصابا بالفعل بعض أكبر الشركات فى العالم بالضرر.

انخفضت مبيعات أبل (AAPL) في الصين. وانخفضت إيراداتها في منطقة الصين الكبرى التي تشمل هونغ كونغ وتايوان بنسبة 21.5% في الربع الثاني من العام، لتصل إلى 10.22 بليون دولار. حيث تشكل الصين الكبرى حوالي 18٪ من إجمالي إيرادات أبل.

كما تعاني العلامات التجارية العالمية للسيارات مع استمرار تباطؤ أكبر سوق للسيارات في العالم هذا العام، بعد انكماشها الأول منذ عقود في عام 2018. المستهلكين الصينيين أقل استعداداً للقيام بمشتريات كبيرة في بيئة غير مؤكدة، في حين أن حملة الحكومة ضد مستويات التلوث القاتلة لها أيضاً تأثير.

ومع ذلك، فإن الحرب التجارية تساعد الآخرين في نفس الوقت الذي يضر نمو الصين. حيث ذكرت البيانات الصادرة عن مكتب التعداد ان الامريكيين يشترون المزيد من الموردين فى فيتنام وتايوان وبنجلاديش وكوريا الجنوبية فى محاولة لتجنب الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الاستهلاكية الصينية.

يتوقع المحللون أن تكشف بكين عن المزيد من الإجراءات التحفيزية لتحقيق الاستقرار في النمو، بما فى ذلك زيادة الانفاق على البنية التحتية واحتمال خفض سعر الفائدة من قبل البنك المركزى الصينى / بنك الشعب الصينى /. كما أشار المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى أنه قد يخفض أسعار الفائدة أيضاً.

 

سجل هنا واحصل على
عرض مميز للتداول اونلاين

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*