يعتبر سوق صرف العملات الأجنبية (الفوركس) أكبر الأسواق الاستثمارية في العالم حالياً، بل إن نمو هذا السوق يستمر في التصاعد سنوياً. أحجام التداول في سوق الفوركس وصلت في عام 2010 إلى 5 تريليون دولار يومياً، وهو بحد ذاته يمثل زيادة بنسبة 20% عن ما كان عليه في عام 2007. ولا توجد إحصائيات جديدة لأحجام التداول في سوق الفوركس اليوم، ولكن يكفي معرفة أن حجم التداول اليومي في بورصة نيويورك لوحدها يتجاوز 25 مليار دولار.
صرف العملة هو القيام بتغيير عملة البلد الأصلية إلى عملة بلد آخر بهدف السياحة، التجارة أو لأسباب أخرى. وبالتالي فإن سعر الصرف هو السعر المدفوع لعملة معينة مقابل عملة أخرى. الشركات الكبرى التي ترغب في التوسع إلى الأسواق العالمية ستكون بحاجة إلى إجراء المعاملات المالية في عملات البلدان الأخرى. وهذا ما يجعل الشركات عرضةً للمخاطرة في حال أرادوا شراء السلع أو الخدمات الأجنية، خاصةً إذا ما أصابت التقلبات قيمة العملة التي يجب عليهم الشراء بها. هنا يأتي دور سوق الفوركس الذي يوفر وسائل للتحوط من المخاطر من خلال تثبيت المعدل الذي يتم به إتمام المعاملة المالية في المستقبل.
المستثمرين الأفراد يقومون بشراء أو بيع عملة مقابل أخرى بانتظار أن تكسب أو تنخفض قيمتها مما يؤدي إلى تحقيق الربح، وتسمى هذه العملة (المضاربة).
العملات الرسمية في العالم تصل لأكبر من 100 عملة مختلفة، إلا أن معاملات الفوركس الدولية تتم باستخدام عملات رئيسية أساسية وهي الدولار الأمريكي، اليورو والين الياباني. إضافة إلى أنه يتم تداول عملات شائعة أخرى مثل الجنيه البريطاني، الدولار الأسترالي، الدولار الكندي، الدولار النيوزيلندي والفرنك السويسري وغيرها. يتم تداول هذه العملات كأزواج رئيسية من خلال المعاملات الفورية، العقود الآجلة وعقود الفروقات.
سوق الفوركس الذي يعد من حيث الحجم أكبر من أسواق الأسهم والسندات في العالم، يعمل 6 أيام في الأسبوع على مدار الساعة حيث يفتتح جلساته يوم الأحد بعد الظهر في الولايات المتحدة ويغلق بعد ظهر يوم الجمعة. خلال ساعات تداول الفوركس يجب أن بنتبه المشاركون في السوق إلى التقارير الحكومية والأخبار الاقتصادية الرسمية وأوقات صدورها. حيث أن المؤشرات الاقتصادية التي يتم نشرها من الدول الرئيسية عادةً ما تتزامن مع أوقات التداول الأكثر نشاطاً في أسواق الفوركس، هذا يعني فرص أكبر في أسعار العملات وقد يتم تنفيذ أوامر البيع والشراء بأسعار تختلف عن التي يتوقعها المتداول في بداية الجلسات.
إن حجم الصفقات التي يقوم بها المستثمرون الأفراد في سوق الفوركس منخفض للغاية مقارنة بالبنوك والمؤسسات المالية الكبرى. إلا أن شعبية سوق الفوركس في ازدياد مستمر بين الأفراد الذين يعتمدون في تداولاتهم على عوامل أساسية مثل سعر الفائدة ومعدلات التضخم، وعوامل فنية مثل المؤشرات الفنية وأنماط الأسعار.
سوق الفوركس على عكس معظم الأسواق المالية الأخرى، لا يوجد سوق فعلي موجود مثل سوق الأسهم أو المؤشرات. إلا أنه يتم تداولها من خلال شبكة عالمية من البنوك المركزية والشركات الكبرى والأفراد وهذا يعني أن أسعار العملات تتقلب بشكل مستمر مقابل بعضها البعض، مما يخلق فرص استثمارية مربحة للمشاركين في السوق.
قم بكتابة اول تعليق