استمرت مسيرة الدولار الأمريكي في الارتفاع والتي بدأت في الأسبوع الماضي، ولعل السبب الرئيسي في ذلك هو الشكوك وعدم اليقين في أسواق العملات الأخرى مما أدى إلى زيادة الطلب على الدولار كملاذ آمن بالنسبة للمستثمرين. فعلى الرغم من أن الدولار الأمريكي أنهى جلسات التداول في الأسبوع الماضي بأرقام مميزة، إلا أن العملة الأمريكية قد كافحت كثيراً في النصف الأول من الأسبوع للوصول إلى الزخم الحالي. حيث أن عدم صدور الكثير من البيانات الاقتصادية إضافةً إلى تقلبات السوق أدت إلى أخذ الكثير من المستثمرين الأمريكين لاستراحة وعدم البدء في تداولات جديدة.
إلا أن هذا قد تغير بسرعة يوم الأربعاء الماضي مع بدء ارتفاع الطلب على الدولار بعد أن أعلنت كل من واشنطن وبكبن عن تعريفات جديدة متبادلة، مما أثار المخاوف من حرب تجارية محتملة بين الولايات المتحدة والصين. إلا أن الطلب المتزايد على الدولار الأمريكي والعملات الأخرى ذات الملاذ الآمن في النصف الثاني من الاسبوع الماضي أدت إلى انخفاض دراماتيكي في سعر الليرة التركية، التي انخفضت إلى مستوبات قياسية جديدة وهذا ما أدى إلى عمليات بيع أوسع للعملات الناشئة.
الأسبوع الحالي قد يشهد المزيد من الارتفاع في سعر الدولار الأمريكي حيث أن الأزمة المالية التركية لا تظهر أي علامات على التراجع. ولكن رغم ذلك فإن تقدم الدولار قد يكون محدوداً نوعاً ما في منتصف الأسبوع وخاصةً مع إصدار أحدث أرقام مبيعات التجزئة الأمريكية، والتي من المتوقع أن تُظهر تباطاً في نمو المبيعات في شهر يوليو الماضي.
الانخفاض الكبير في سعر الليرة التركية خلال الأسبوع الماضي أدى إلى تذبذب سعر العملة الأوروبية الموحدة، حيث تم تراجعت المكاسب الأولية اليورو في جلسات تداول الأسبوع الماضي. كما أن اليورو انخفض في بداية الأسبوع الماضي مع ضعف الطلب عليه بسبب التراجع الحاد في طلبيات المصانع الألمانية. إلا أن سعر صرف اليورو عاد بسرعة يوم الثلاثاء الماضي مع توقف ارتفاع الدولار الأمريكي الذي أدى إلى تخفيف بعض الضغط على العملة الأوروبية.
لكن عاد اليورو إلى الاتجاه الهبوطي بداية يوم الخميس الماضي خاصةً مع التحذيرات الاقتصادية التي أطلقها البنك المركزي الأوروبي. كما جلبت جلسة يوم الجمعة الماضي مزيداً من الخسائر لأسعار صرف اليورو، حيث تضررت العملة بسبب مخاوف انتقال العدوى بعد انخفاض بنسبة 20٪ تقريباً في الليرة التركية وأشار البنك المركزي الأوروبي إلى احتمال تعرض منطقة اليورو لأزمة مشابهة للعملة التركية.
قد يشهد الأسبوع الحالي استمرار انخفاض اليورو وسط عمليات البيع المستمرة للليرة، حيث تخشى الأسواق من أن عدداً من البنوك الأوروبية قد تتأثر بشكل سلبي بعد استثمار مبالغ كبيرة في تركيا في السنوات الأخيرة.
قم بكتابة اول تعليق