السعودية لن تقوم بزيادة 2 مليون برميل يومياً من النفط إلى السوق

قال الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في تغريدة يوم السبت أن المملكة العربية السعودية وافقت على زيادة انتاج النفط بمقدار 2 مليون برميل في اليوم، وهو ما أكد عليه الجانب السعودية.

يبدو قرار أوبك في شهر يونيو برفع الانتاج بمقدار 1 مليون برميل في اليوم غير كافٍ على نحو متزايد في التعامل مع العدد المتزايد من انقطاعات الإمدادات حول العالم. وبالتالي ليس من المستغرب أن “ترامب” يريد المزيد من النفط السعودي في السوق. وكانت السعودية تنتج 10 مليون برميل في اليوم في شهر مايو، وتشير التقارير الأخيرة إلى أنها قد تضيف ما يصل إلى 800 ألف برميل يومياً إلى 1 مليون برميل في اليوم في يوليو وهو ما يمثل زيادة هائلة في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن.

لكن هذا يبقى بعيد كل البعد عن 2 مليون برميل في اليوم والذي يعتقد “ترامب” أن السعودية ستضيفه. وهذا من شأنه أن يترجم إلى انتاج إجمالي يبلغ حوالي 12 مليون برميل في اليوم، وهو أمر غير واقعي على الأرجح لبعض الأسباب التي سنذكر بعضها.

السبب الأول: هناك أسئلة تقنية عن مدى السرعة التي تستطيع بها المملكة العربية السعودية دفع حقولها النفطية. هل يمكن أن تصل إلى 12 ميلون برميل في اليوم؟ ربما، ولكن ليس هناك الكثير من الأدلة التاريخية على ذلك. أيضاً، لا يمكنهم على الأرجح إجراء ذلك على الفور وقد يستغرق الأمر بعض الوقت وربما أكثر من عام.

السبب الثاني: وهو الأكثر أهمية والذي لماذا لا تلتزم فيه المملكة العربية السعودية برغبات “ترامب” في إضافة 2 مليون برميل يومياً إلى السوق، والجواب هو أنها لا ترغب في ذلك. حيث أن زيادة هذا المستوى من شأنه أن يترك سوق النفط منخفضاً بشكل خطير على الطاقة الاحتياطية، مما يؤدي إلى خفضه إلى أقل من 1 ميلون برميل يومياً. عند هذه النقطة فإن أي انقطاع في الإمدادات سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل صاروخي.

بالطبع المملكة العربية السعودية تدرك هذا ولهذا السبب من الصعب للغاية أن تقوم بإضافة 2 مليون برميل. وربما هذا هو السبب في أن البيت الأبيض تراجع عن تعليقات الرئيس ترامب عندما نشر تفاصيل محادثة ترامب مع الملك سلمان. وفي رده على تقييم الرئيس للعجز في سوق النفط، أكد الملك سلمان أن المملكة تحتفظ بقدرة احتياطية تبلغ مليوني برميل يومياً، والتي ستستخدمها بحذر إذا لزم الأمر لضمان توازن السوق واستقراره.

ومع ذلك ، فمن المحتمل أن ترامب محق في أن سوق النفط بحاجة إلى مزيد من العرض. ويمكن لأوبك أن تكافح لمواجهة فجوة العرض الناشئة، التي يبدو أنها تزداد سوءاً مع مرور كل يوم. حيث فقدت فنزويلا ما يقرب من 1 مليون برميل يومياً في العامين الماضيين ، ويمكن أن تفقد 500,000 برميل يومياً خلال العام المقبل. ويمكن أن يكون ترامب نفسه مسؤولاً عن تعطيل حوالي 1 ميلون برميل يومياً من العرض النفطي الإيراني.

 

سجل هنا واحصل على
عرض مميز للتداول اونلاين

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*