انخفضت الليرة التركية أمام الدولار الأمريكية بعد أن حققت بعض المكاسب خلال الأسبوع. ياتي ذلك في الوقت أطلق فيه وزير المالية التركية بعض التصريحات التي جعلت المستثمرون ينتظرون بعض المؤشرات حول خطط البنوك لدعم القرضين التي تدخل ضمن خطة إعادة التوازن في الاقتصاد، وهذا ما أدى إلى تراجع كبير في أسهم البنوك الرئيسية الكبرى.
كانت الليرة قد حققت المكاسب وارتفعت بحوالي 2% قبل أن يعلن “بيرات البيرق” وزير المالية التركي عن نمو اقتصادي أقل مما أدى سحب المكاسب التي توقع المستثمرين الحصول عليها. وظهرت توقعات بان السلطات الحكومية ستعلن عن إدراج خطة لمساعدة البنوك للتخلص من مشكلة الديون المتعثرة، وذلك وسط مخاوف وتوترات اقتصادية ساهمت في هبوط 40% من قيمة العملة التركية هذا العام.
بحسب المحللين الاقتصاديين فإن أهم عائق على الحكومة أن تواجهه هو التحديات التي تواجهها البنوك، وعلى السلطات أن تكون متقلبة لجميع الحلول المبتكرة من أجل حل هذه المشاكل من أجل أن تساعد البنوك على تنظيف ميزانيتها العامة. وفي الوقت الذي استقرت فيه الليرة التركية خلال الأسبوع الماضي بعد قام البنك المركزي برفع أسعار الفائدة بحوالي 625 نقطة، بدأ العديد من المستثمرين بالبحث عن إشارات حول التوجه السلطات إلى المزيد من الإجراءات لتحفيز الاقتصاد. إلا أن الليرة انخفضت خلال تداولات اليوم الخميس أمام الدولار الأمريكي بنسبة 1% وبسعر 6.3092 ليرة للدولار الواحد، وهذا ما أظهر التزام السلطات بتشديد السياسة النقدية والاستقرار المالي وأنها لا تخطط لأي برامج تحفيز مالي لدعم الاقتصاد.
مباشرةً أظهرت التوقعات تباطؤ النمو الاقتصادي في عام 2018 بنسبة 3.8% وفي عام 2019 بنسبة 2.3%. وتبقى هذه الأرقام وخاصة الأرقام المتعلقة بالعام القادم أكثر تفاؤلاً من توقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التركية، التي ترى التوسع الاقتصادي التركي عند 0.5% فقط العام القادم. وتجدر الإشارة إلى الاقتصاد التركي توسع بنسبة 7.3% في الربع الأول و5.3% في الربع الثاني من العام الحالي 2018.
كما أثارت خطط إعادة هيكلة بنك التنمية التركي والبنك العقاري التركي مخاوف من إمكانية التزام الحكومة ببعض السياسات الاقتصادية التوسعية. حيث أن كل شيء الآن يتعلق بالانكماش الائتماني وتسديد الديون وإعادة الهيكلة والتخلص من الديون، الأمر الذي سيكون بلا شك مؤلماً، طويلاً وشاقاً.
قم بكتابة اول تعليق