ارتفع مزيج برنت إلى أعلى مستوى له خلال عامين بعد أن أعلنت تركيا أنها ستقوم بإيقاف شحنات النفط الكردية عبر أراضيها إذا استمرت عملية الاستفتاء من أجل الانفصال. حيث أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بأنه سيقوم بإغلاق الصمامات على صادرات النفط القادمة من العراق على حد تعبيره. كما قال أن صادرات النفط الخام لحكومة اقليم كردستان عبر ميناء جيهان التركي فى البحر المتوسط ستنتهى إذا ما اختارت تركيا إغلاقها. في حين أن البرلمان العراقي صوت على إغلاق معابره الحدودية مع كردستان وعودة حقول النفط فى شمال كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها إلى سيطرة الحكومة الفيدرالية والإشراف عليها. حيث أنه أصبح من الواضح جداً أن الأكراد سيصوتون من أجل الاستقلال، وبالتالي سيكون هناك بقعة ساخنة جيوسياسية أخرى في الشرق الأوسط تهدد قدراً كبيراً من إمدادات النفط. إضافةً لذلك فقد ارتفع سعر النفط الخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” بنسبة أكثر من 10% في الشهر الحالي، يأتي ذلك بعد تعافي مصافي التكرير الأمريكية من أثار إعصار “هارفي”. وبالتالي ارتفعت التوقعات حول الطلب على النفط الخام في جميع أنحاء العالم مما أدى إلى تخفيف القلق بشأن الإمدادات المفرطة القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية. كما تم تخفيض عدد حفارات النفط العاملة في أمريكا خلال الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى لها منذ شهر يونيو. ومن المتوقع أن يؤثر تراجع نشاط الحفر في الولايات المتحدة على الزيادات القوية المتوقعة من انتاج الصخر الأمريكي.
كما ارتفع مزيج برنت في بورصة لندن إلى أعلى سعر له منذ عامين وتحديداً شهر يوليو 2015، حيث تم تداوله عند سعر 59.02 دولار للبرميل وبلغ حجم التداول 16% فوق المعدل المتوسط. بينما تداول النفط الخام “غرب تكساس الوسيط” عند 52.22 دولار للبرميل في بورصة نيويورك. هذه الأسعار التي وصل إليها النفط يثبت أن منظمة أوبك وشركائها نفذت أكثر من 100% من التخفيضات المتفق عليها في الشهر الماضي، وبالتالي تحسن الطلب العالمي على النفط. كما رافق ذلك ارتفاع في أسعار البنزين والديزل بسبب تعرقل وصول شحنات النفط الخام في مصافي التكرير في الساجل الشرقي للولايات المتحدة. حيث ارتفع البنزين على مؤشر “نيمكس” بنسبة 2.3% ليصل إلى 1.72 دولار للغالون، في حين ارتفعت أسعار الديزل بنسبة 2.2% إلى 1.85 دولار.
تستمر التوقعات لسوق البترول العالمي في التحسن وسوف يواصل أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول المضي قدماً حتى تحقيق التوازن في السوق.
قم بكتابة اول تعليق