اتجهت أسعار النفط إلى مزيد من الارتفاع بعدد أن وصلت إلى أعلى مستوى لها في 3 أسابيع، ويأتي ذلك بعد تصريحات السعودية “أكبر مصدرة للنفط الخام في العالم”. حيث أفادت المملكة بأنها ستواصل تقييد شحنات النفط حتى تصل منظمة أوبك إلى هدفها المنشود في تقليص المعروض العالمي من النفط الخام. فارتفع النفط الخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” بحوالي 4 سنتات ليتداول عند 63.59 دولار للبرميل، بينما انخفض مزيج برنت العالمي بحوالي 3 سنتات ليتداول عند 67.28 دولار للبرميل ولكنه كان قد ارتفع بنسبة 4% في الأسبوع الماضي.
تلقت أسعار النفط الدعم بعد تصريحات وزير النفط السعودي “خالد الفالح” يوم السبت الماضي، حيث أشار أن انتاج المملكة من الخام خلال الفترة من يناير إلى آذار المقبل سيكون دون السقف المستهدف. كما أن الصادرات ستكون أقل من 7 ملايين برميل يومياً في المتوسط. بينما أشارت تقرير دولي أن الصين ستظل تلعب دورا رئيساً في قيادة الطلب على النفط الخام، وذلك بسبب النمو الواسع في مصافي التكرير الصينية بفضل حصص الاستيراد الكبير. وقال التقرير أن عام 2018 سيكون عام نشاط واسع في المصافي الصينية، مبيناً أن هذا النمو جاء على نطاق واسع وبما يفوق التوقعات السابقة. كما أشار إلى أن الحكومة الصينية زادت حصتها من الواردات النفطية بنسبة 55% مقارنة بعام 2017. و أن الترتيبات الحكومية الجديدة التي أعلنتها وزارة التجارة في مطلع نوفمبر الماضي، تسمح للمصافي غير الحكومية باستيراد 142.42 مليون طن من النفط الخام هذا العام مقارنة بـ 91.73 طن في عام 2017.
كما أكد تقرير آخر أن الانتاج النفطي لا يزال مرتفعاً في السوق ولكن انخفاض الأسعار ومشاكل خطوط الأنابيب المستمرة في كندا والولايات المتحدة تؤثر سلبا في الصناعة. وأضاف أن الطلب على النفط الخام سيكون جيداً في هذا العام، كما أن الغاز سيكون في الصدارة على المدى الطويل. ولفت التقرير إلى أن بعض التقديرات تنبأت بحدوث تعثر في النمو الاقتصادي في بعض القوى الاقتصادية بسبب احتمال حدوث بطء في النمو في الطلب على الطاقة، مشيرا إلى أن بيانات العام الماضي كشفت عن عدم دقة هذه التقديرات، حيث إن قوة اقتصاد الصين جاء أفضل بكثير من العديد من التوقعات السابقة.
وفي سياق متصل استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تسجيل حالة استقرار بدعم من التصريحات السعودية وجهود “أوبك” في ضبط المعروض النفطي بالتعاون مع المنتجين المستقلين وذلك بعد عدة ارتفاعات قياسية سابقة. وأشار المحللين أن الانتاج الأمريكي يواصل تحقيق قفزات نوعية وكمية وهو ما جعل العديد من المنظمات الدولية المعنية مثل وكالة الطاقة ومنظمة “أوبك” تعدل بصفة مستمرة توقعاتها لتدفقات الإنتاج الأمريكي الذي تجاوز بالفعل مستوى 10 ملايين برميل يومياً ومن المرجح أن يواصل المسيرة إلى 11 مليون برميل يومياً. كما أن أن الإنتاج الأمريكي يستفيد من تطويع التكنولوجيا المتطورة وزيادة الكفاءة علاوة على تنفيذ العديد من صفقات الاستحواذ الدمج الناجحة بهدف جعل الشركات المنتجة أكثر قوة وصلابة في مواجهة متغيرات السوق، لافتا إلى أنه في المقابل تتمسك “أوبك” بعدم الانزعاج من هذه الطفرة وترى السوق مقبلة على التوازن الكامل بدعم من نمو الطلب.
قال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاماً من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني ارتفاع له على التوالي. كما أن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجل 62.41 دولار للبرميل.
قم بكتابة اول تعليق