النفط يتراجع مع انخفاض الواردات الصينية وقلق من العقوبات على إيران

إن إعلان الصين عن صدور بيانات ضعيفة نسبياً عن استيراد النفط الخام أدى إلى تراجع أسعار النفط، ولكن أسواق النفط ما تزال تحظى بالدعم بسبب تراجع مخزونات الخام الأمريكية وفرض عقوبات على إيران. وقد تراجع سعر خام القياس العالمي مزيج برنت بحوالي 15 سنتاً أو ما نسبته 0.2%، ليصل سعره إلى 74,50 دولار للبرميل. كما انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” بحوالي 2 سنت ليتداول عند 69,15 دولار للبرميل.

وكانت واردات الصين من النفط الخام قد ارتفعت بشكل طفيف في شهر يوليو، بعد كانت قد تراجعت في الشهرين السابقين ولكنها تبقى من أدنى المستويات منذ بداية عام 2018 وذلك بفعل تراجع الطلب من المصافي المستقلة. غير أن الأسواق لا تزال تحظى بدعم من فرض عقوبات أمريكية جديدة على إيران يوم أمس الثلاثاء، حيث أنها استهدفت مبدئياً مشتريات إيران من الدولار الأمريكي المستخدم في تجارة النفط. إضافةً إلى تعاملاتها في المعادن والفحم والبرمجيات الصناعية وقطاع السيارات. وبدأ تنفيذ العقوبات النفطية الأمريكية بشكل رسمي مساء يوم أمس الثلاثاء على إيران التي قامت بتصدير 3 مليون برميل في شهر يوليو الماضي. ويرى كبار المحللين في ِأسواق النفط أن هناك معروضاً كافياً في أسواق الخام في الوقت الحالي، ولكن هذه العقوبات على إيران ستُخرج إمدادات إضافية قدرها مليون برميل يومياً من الأسواق. كما أن هذا لن يترك للأسواق أي طاقة انتاجية فائضة حتى تكون موجودة وجاهزة لمواجهة أي حالات تعطل مفاجئة للإمدادات.

كما يرى البعض الآخر أن بدء تطبيق العقوبات الأمريكية على قطاع النفط الإيراني يعتبر خطوة لها انعكاسات واسعة على سوق النفط خاصةً خلال الفترة الحاسمة وهى الشهور الثلاثة المقبلة، حيث إن كل المشترين للنفط الإيراني يجب عليهم إجراء تخفيضات حادة لإظهار الامتثال للقرارات الأمريكية وذلك من أجل منع تعرضهم لعقوبات مماثلة. حيث أن البعض بدء يطالب سلفاُ بتطبيق بعض الاستثناءات لدول معينة لكن الإدارة الأمريكية أبدت صرامة واضحة في تطبيق العقوبات.

وبدا واضحاً أن بداية العقوبات الأمريكية على إيران أدت مباشرةً إلى انهيار واسع في العملة الإيرانية، وفرض محاذير على شراء إيران للدولار وعلى تداول المعادن وأن القادم سيكون أسوأ حتماً إذا لم يتم احتواء هذا الصراع. وأشارت روسيا إلى أنها قادرة على الاستمرار في رفع مستويات الانتاج من أجل تأمين العرض من النفط العالمي، وأيضاً من أجل تعويض أزمات الانكماش الحالية في فنزويلا إلى جانب تأثير العقوبات التي بدأ تطبيقها في إيران وأيضا الانقطاعات المتكررة في بحر الشمال وليبيا ونيجيريا وأنجولا.

الآن يتابع المستثمرين تطورات السوق خاصة فيما يتعلق بوضع المعروض النفطي، حيث أنه على الأرجح ستستمر رؤية مستوى نمو قوي في الطلب وهو ما يدفع إلى ضرورة تنشيط الاستثمار بقيادة السعودية وروسيا وإجراء زيادات أوسع. حيث إن حجم الانخفاض في المعروض قد يفوق التوقعات الحالية التي وُضعت عند بدء تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران.

 

سجل هنا واحصل على
عرض مميز للتداول اونلاين

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*