الأسواق ما تزال في حالة صدمة بعد قرار الولايات المتحدة الأمريكية بأنها ستبدأ خلال الأسبوع الحالي فعلاً بتطبيق الرسوم الجمركية الجديدة على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار. وبالتالي انخفضت أسعار النفط في بداية تداولات اليوم الثلاثاء في البورصات الأسيوية. حيث هبطت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” تسليم شهر نوفمبر بنسبة 0.46% ليصل سعرها إلى 68.38 دولار للبرميل في ساعات مبكرة من جلسات اليوم، كما انخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي “مزيج برنت” لتسليم شهر نوفمبر بنسبة 0.64% ليتداول عند 77.57 دولار للبرميل.
وباستثاء ساعات أبل الذكية وبعض المنتجات الاستهلاكية مثل خوذات الدراجات ومقاعد الأطفال للسيارات، فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم أمس الإثنين عن أن بلاده ستتجه إلى تطبيق رسوم جديدة بنسبة 10% على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار. وقد تم بدأ تتطبيق الرسوم الجديدة خلال الأسبوع الحالي. وهدد ترامب بأنه لو قامت الصين بالرد بالمثل فإن الولايات المتحدة ستتجه مباشرة إلى تطبيق حزمة ثالثة من الرسوم الجمركية على بضائع بقيمة 267 مليار دولار من الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة.
الصين كانت بدورها قد ِأشارت في وقت سابق هذا الشهر أن بكين ستقوم بالرد على الرسوم الأمريكية، إلا أن وزير الخزانة الأمريكية “ستيف منوشين” دعا المسؤولين الصينين إلى إجراء محادثات تجارية مع واشنطن لتهدئة التوترات في الأسواق.
هذه النزاعات والتوترات التجارية قد أثرت بشكل سلبي كبير على معنويات السوق، حيث أشار رئيس دائرة الأبحاث النفطية الصينية “وانغ شياو” إلى إن تأثير النمو الاقتصادي ينخفض ببطء مما يضر مرة أخرى بأسعار النفط. كما أن العقوبات الأمريكية النفيطة على إيران والتي سيبدأ تطبيقها في شهر نوفمبر القادم، أدت إلى انخفض انتاج النفط وشحنات التصدير إلى 580 ألف برميل يومياً في الأشهر الثلاثة الماضية وهذا بحسب المحللين الاقتصاديين في بنك أوف أميركا.
قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم أمس الإثنين أن انتاج البلاد النفطي بتشكيلاته السبع الرئيسية قد يرتفع بمقدار 79 ألف برميل يومياً ليصل إلى 7.6 مليون برميل يومياً في الشهر المقبل. كما قال الكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي يوم أمس الإثنين أن بلاده مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة لتحقيق التوازن في سوق النفط بعد اجتماعهما الاسبوع الماضي لاجراء محادثات بشأن زيادة انتاج النفط لتعويض النقص الذي سيؤدي إليه انخفاض الانتاج النفطي الإيراني.
قم بكتابة اول تعليق