أظهرت بيانات اقتصادية من الولايات المتحدة ارتفاع عدد الأمريكين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة إلى أعلى مستوى له منذ 45 عاماً. على الرغم من أن التوقعات أشارت إلى أرقام أعلى مما جاءت عليه البيانات. حيث ذكرت وزارة العمل يوم أمس الخميس أن مخصصات البطالة فى الولايات المتحدة ازدادت 17 الفاً إلى 233 ألف تعديل موسمي للأسبوع المنتهى فى 20 يناير. وانخفضت المطالبات إلى 216.000 في الأسبوع الماضي وهو أدنى مستوى لها منذ يناير 1973. وكانت التوقعات تقول بارتفاع المطالبات إلى 240.000 في الأسبوع الأخير. وكانت المطالبات متقلبة مؤخرا بسبب صعوبة تعديل البيانات للتقلبات الموسمية في نهاية عام 2017 وبداية العام الجديد. حيث كان لدرجات الحرارة الباردة جداً تأثير كبير على البيانات الاقتصادية.
ذكرت وزارة التجارة الأمريكية في تقريرها السنوي أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الاخير من عام 2017 زاد بمعدل سنوي نسبته 2.6%. وازداد الاقتصاد بمعدل 3.2% في الربع الثالث. وهو أعلى مما توقعه بعض الاقتصاديين الذين قالوا أن الاقصاد سيتوسع بمعدل 3.0% في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2017. بينما زاد الطلب المحلي بنسبة 4.6٪ وهو أسرع معدل منذ الربع الثالث لعام 2014 مما يؤكد قوة الاقتصاد. ويشكل الطلب المحلي القوي جزءاً من انتعاش عالمي متزامن يشمل منطقة اليورو وآسيا. وازداد الطلب المحلي أيضاً بعد تعهد الرئيس دونالد ترامب بإجراء إصلاحات على قانون الضرائب. وقد خفض معدل ضريبة دخل الشركات إلى 21% من 35%.
ارتفع الانفاق الاستهلاكي الذى يمثل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي الأمريكي بنسبة 3.8% فى الربع الأخير من عام، وتعتبر هذه أسرع وتيرة له في ثلاث سنوات. ومن المرجح أن يظل الإنفاق الاستهلاكي مدعوماً بتزايد ثروة الأسر المعيشية بفضل ارتفاع سوق الأسهم وارتفاع أسعار المساكن وتخفيض الضرائب وزيادة نمو الأجور، حيث تتنافس الشركات على العمال فيما ترفع بعض الولايات من الحد الأدنى للأجور. كما أن ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي يعود أيضاً إلى الواردات التي نمت بمعدل 13.9% في الربع الأخير، وهو أسرع معدل منذ الربع الثالث لعام 2010. ومع تسارع الإنفاق الاستهلاكي ارتفع التضخم في الربع الاخير كما ارتفع مؤشر أسعار الاستهلاك الشخصي باستثناء الغذاء والطاقة، بنسبة 1.9% وكانت هذه أسرع وتيرة له في أكثر من سنة.
خبراء الاقتصاد يرون أن علامات ارتفاع التضخم مع تشديد سوق العمل يمكن أن تضع مجلس الاحتياطي الفيدرالي فى طريق أكثر قوة لرفع أسعار الفائدة مما هو متوقع حالياً. حيث وتوقع البنك المركزي الأمريكي رفع أسعار الفائدة هذا العام وهو نفس العدد الذى سجل فى عام 2017.
قم بكتابة اول تعليق