تصريحات دراغي عن التضخم تضع اليورو إلى مستويات قياسية

شهدت العملة الأوروبية الموحدة نسقاً متصاعداً في الأسابيع القليلة الماضية، ولقيت الدعم في ذلك من خلال البيانات الاقتصادية المتفائلة التي صدرت في منطقة اليورو. حيث ارتفع اليورو خلال 10 أيام بنسبة أكثر من 2.5% أمام الدولار الأمريكي. أما في تداولات اليوم الإثنين وصل اليورو إلى أعلى مستوى له في 3 أشهر أمام العملة الأمريكية.

السبب الرئيسي في وصول اليورو إلى مستوى قياسي ربع سنوي هي تصريحات رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي، الذي قال أنه يرى أن معدل التضخم يشهد انتعاش ملحوظ في منطقة اليورو. كما أنه متفاءل من توجه البنوك المركزية في أوروبا إلى شراء البرمجيات التي تهدف إلى تحفيز الاقتصاد لمنطقة اليورو عموماً.

أما بالنسبة للدولار الأمريكي فقد تغيرت تحركاته أمام عملة الملاذ الآمن الين الياباني، خاصةً مع سعي المستثمرين في الحصول على إشارات جديدة على موجات صعود للعملة الخضراء قبل توجه المجلس الاحتياطي لرفع أسعار الفائدة على نطاق واسع في الولايات المتحدة الأمريكية هذا الأسبوع. حيث أنه وقبل قرار المجلس الاحتياطي الفيدرالي حول أسعار الفائدة بعدة أيام، أحدث ماريو دراغي رئيس المركزي الأوروبي صدمة قوية في أسواق العملات حول التضخم ونمو الأجور في منطقة اليورو. حيث أكد دراغي توجه البنك المركزي إلى الحفاظ على أسعار الفائدة على مستواها في العام المقبل.

يرى المحللين في أسواق العملات أن تصريحات ماريو دراغي عززت الرأي القائل بأن البنوك المركزية الأخرى تقوم بالتعامل بمثل ما يقوم به المجلس الاحتياطي الفيدرالي من حيث تشديد السياسة النقدية. حيث أن الاختلاف بين تشديد السياسية النقدية للمجلس الاحتياطي الفيدرالي من جهة والبنوك المركزية من جهة أخرى أصبح منخفضاً أو غير موجود وبالتالي فإن هذه التوجهات لن تساعد على دعم الدولار.

في التداولات المبكرة من اليوم الإثنبن ارتفع اليورو أمام الدولار الأمريكي بنسبة 0.3% ليتداول الزوج عند 1.1785 دولار لليورو الواحد، ومن ثم ارتفع إلى أعلى مستوى له في 3 أشهر عند 1.1816 دولار لليورو الواحد. في حين كان الدولار ثابتاً مقابل الين الياباني عند 112.58 ين للدولار وذلك قبل أيام قليلة من قرار المجلس الاحتياطي الفيدرالي حول سعر الفائدة.

وتتوقع الأسواق توجه الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع إضافةً إلى زيادة أخرى متوقعة في شهر ديسمبر المقبل، وزيادتين جديدتين في العام القادم 2019. وهذا يتماشى تماماً مع توقعات صانعي السياسية في الاحتياطي الفيدرالي. ويرى المحللين أن سعر الدولار سينخفض بشكل عكسي لارتفاع أسعار الفائدة في المجلس الفيدرالي في العام القادم. كما أن الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يزيد من المعدلات المتوقعة في عام 2019 من ثلاث إلى أربع مرات.