جزء كبير من النفط الخام قد يبقى دون انتاج

كانت المنظمات البيئية ولا تزال ترى أن رمال النفط الكندية لا تصلح للانتاج على اعتبارها رمال ملوثة ويجب أن تبقى في الأرض، وأصبح هذا الاتجاه الشائع حتى بين بعض أكبر شركات النفط في العالم. حيث قال الرئيس التنفيذي لشركة “ستاتوال” العالمية للنفط أنه يتعين على الكثير من كميات الوقود الأحفوري أن تبقى في الأرض والفحم ايضاً إضافةً إلى النفط والغاز. وفي الوقت الذي تتعرض فيه شركة “ستاتوال” لضغوط داخيلة نجد أن آبارها النفطية في بحر “بارنتس” قد بدأت بالجفاف فعلاً. وإذا كان من الضروري ترك النفط الثقيل ورمال النفط من دون انتاج، وبالتالي فإن كميات كبيرة من النفط ستترك في مكانها على الأرض. وبحسب الوكالة الأمريكية للمسح الجيولوجي فإن 70% من احتياطات النفط المكتشفة في العالم تأتي على شكل زيت ثقيل وقار، كما أن الكثير منها يأتي من فنزويلا وهي المكان الأخير في العالم الذي تريد شركات النفط أن تقوم بأعمال تجارية فيها إضافةً إلى كندا.

شركة “ستاتوال” تخلت بالفعل في العام الماضي عن الرمال النفطية الكندية وقامت ببيع أصولها إلى شركة “أثباسكا” الكندية. ولكن “ستاتوال” لم تكن وحدها أبدأ في الذهاب بهذا الاتجاه، حيث قامت شركة “كونوكو فيليبس” الأمريكية ببيع أصولها البالغة 13.3 مليار دولار إلى شركة “سينوفوس” الكندية للطاقة خلال العام الحالي. كما باعت شركة “شل” أصول بقيمة 4.1 مليار دولار إلى منظمة الموارد الطبيعية الكندية. أما شركة “إكسون موبيل” الأمريكية خفضت قيمة 3.5 مليار دولار من حصصها في الرمال النفطية الكندية في شهر فبراير الماضي وقالت أنها غير قابلة للحياة في السوق.

من المؤكد أن الدافع لهذه الشركات جميعها في بيع أصولها هو بالأساس اقتصادي حيث أنه من المعروف أن الرمال النفطية باهظة الثمن، ولم يعد من المنطقي بالنسبة للشركات تخصيص رأس مال مرتفع لمشاريع الرمال النفطية التي قد تستمر لعقود. وكما قال الرئيس التنفيذي لشركة “كونوكو فيليبس” أن جزءاً كبيراً من استثمارات الشركة الجديدة سيتم توجيهها إلى الصخور الزيتية في الولايات المتحدة. ورغم أن العمل في مجال الصخر الزيتي يبقى موضع شك وخاصة أن هذه الصناعة قد عانت من الديون وحققت أرباح ضئيلة جداً، إلا أن ميزتها أنها لا تتطلب وقتاً طويلاً لحفر بئر صخرية على عكس الرمال النفطية التي قد تستغرق سنوات. ولا بد من وجود رأس المال المرن الكافي لسنة أو سنتين حتى تتكيف مع تقلبات أسعار النفط.

إن انتاج الرمال النفطية الكندية لا تتجه نحو الانخفاض رغم هجرة شركات النفط العالمية من كندا. حيث أن الانتاج الكندي سيقفز بحوالي 900 ألف برميل يومياً في عام 2022 بحسب الوكالة الدولية للطاقة، وبالتالي سيزيد الانتاج 5 ملايين برميل يومياً.

 

سجل هنا واحصل على
عرض مميز للتداول اونلاين

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*