ما هي الأسواق المالية العالمية

إن الأسواق المالية العالمية كمصطلح بدأ بالظهور منذ القرن السابع عشر في مدينة امستردام بهولندا، ولكنها تبلورت وتطورت بعد الثورة الصناعية والنهضة التكنولوجية التي أدت إلى ظهور الشركات المساهمة.

وكانت أشهر الأسواق التي عرفها التاريخ الاقتصادي موجودة في مدينتي البندقية وجنوة في ايطاليا وأيضاً سوق فرانكفورت بألمانيا وكان يتم التداول فيها غالباً عن طريق الكمبيالات والمعادن النفيسة، وهذه الأسواق ارتبطت في تعاملاتها مع منطقة الشرق الأوسط التي شهدت في تلك الفترة نشاطاً تجارياً واسعاً لاعتبارها مركز اتصال بين الشرق الأقصى وأوروبا، وإثر ظهور الثورة الصناعية وتطور الفكر الاقتصادي، زادت الرغبة بالاستثمارات الفردية التي تتطلب موارد مالية كبيرة لتمويلها وبالتالي ظهرت الشركات المساهمة التي تتيح للأفراد المساهمة في ملكيتها من أجل ضمان التمويل اللازم لها، وأيضاً ظهرت البنوك وازدادت أهميتها في مختلف الدول.

وسنعرض هنا أهم الوظائف التي تؤديها الأسواق المالية والتي تلعب دوراً هاماً في دعم اقتصاد الدولة:

توجيه المدخرات لخدمة الاقتصاد القومي، فعلى سبيل المثال صغار المستثمرين الذين لا يستطيعون تمويل مشاريعهم، يتجهون لشراء أوراق مالية على قدر أموالهم. وهذا يساعد على خدمة مشاريع التنمية والحد من التضخم. هذه الأسواق تساعد على تحويل الأموال من المقرضين إلى المقترضين، فالمقرضين يقومون بخفض استهلاكهم من أجل الحصول على دخول أعلى في المستقبل عندما يحين موعد دفع مستحقاتهم من المقترضين، أما المقترضين فإنهم يستخدمون تلك الأموال في حياتهم اليومية في شراء عناصر الانتاج، وبالتالي سيحققون دخولاً أعلى وهذا كله يساعد على تحقيق مستوى معيشي أفضل لجميع فئات المجتمع.

المساهمة في تمويل مشاريع وخطط التنمية، حيث تقوم الشركات الكبيرة وحتى الدول باصدار اكتتاب عام وبالتالي الاقتراض من أفراد الشعب لتتمكن من تمويل مشاريع التنمية، ومن هنا أصبحت هذه الأسواق مجالاً واسعاً لتوظيف الأموال لا يقل أهمية عن مجالات التوظيف الأخرى. أيضاً تساهم الأسواق المالية في تعريف الأفراد بالمجالات والأعمال الأكثر ربحية وبالتالي اتجاه الأفراد للاستثمار فيها مما يساعد على النمو الاقتصادي للدولة. تساعد أيضاً في تحديد أسعار الأوراق المالية بصورة واقعية وتكون هي الصورة الأقرب دقة لرأي المتعاملين في السعر المناسب للأوراق المالية بحسب الظروف السائدة. إن الأسواق المالية تساعد في الحكم على تقويم أداء الشركات والمشروعات، حيث أن انخفاض أسهم شركة ما يعتبر دليل على عدم نجاحها أو ضعف مركزها المالي وبالتالي يؤدي ذلك إلى اجراء تبديلات في سياسة الشركة من أجل تحسين مركزها المالي.

ولابد لنا هنا من ذكر أهم الأسواق الدولية التي تلعب دوراً رئيسياً في رسم معالم الاقتصاد العالمي:

  • السوق المالي الأمريكي (بورصة نيويورك)، تعتبر من أهم أسواق المال الدولية نسبةً لحجم رؤوس الأموال الكبيرة المتداولة فيها، بالإضافة إلى أهمية الدولار ووضعه المتميز في النظام النقدي العالمي.
  • السوق المالي البريطاني (بورصة لندن)، تعتبر أهم مركز مالي في أوروبا وثاني أكبر مركز مالي في العالم بعد بورصة نيويورك ويعود بداية نشاطها إلى القرن السابع عشر. وأهم ما يميز بورصة لندن عن غيرها في الأسواق الأوروبية هو الخبرة في المعاملات المالية، واستقرار سوق العملات الأجنبية، وضرائب منخفضة على أرباح سوق الأوراق المالية.
  • بورصة طوكيو، يحتل السوق المالي الياباني المركز الثالث من حيث الأهمية بعد بورصة نيويورك وبورصة لندن، وتم إنشائها أول مرة في عام 1878، وأهم ما يميز بورصة طوكيو هو تنوع أدوات ومصادر الاستثمار فيها وانخفاض المخاطر، الانفتاح الكبير على قبول وتداول الأوراق المالية للشركات الأجنبية، تطور نظم المعلومات، والسيولة العالية.
  • بورصة باريس، الذي كسب أهمية كبيرة خلال النصف الثاني من القرن العشرين نتيجةً لمعدلات النمو الاقتصادي المرتفعة وتراكم رأس المال داخل فرنسا.
  • وتعتبر بورصة القاهرة من أهم البورصات عربياً على اعتبارها أقدم البورصات العربية وأنشطها.

 

سجل هنا واحصل على
عرض مميز للتداول اونلاين

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*