مكاسب شهرية جديدة لأسعار النفط الخام رغم انخفاض الأسعار

انخفضت أسعار النفط لليوم الثاني متأثرة بزيادة الإنتاج الأمريكي، ما دفع مزيج برنت لينخفض دون 69 دولار للبرميل للمرة الأولى في ستة أيام. حيث هبطت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت بنسبة 0.7% إلى 68.97 دولار للبرميل. كما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.1% إلى 64.86 دولار للبرميل. ورغم هذا التراجع تظل الأسعار متجهة صوب تحقيق خامس مكاسبها الشهرية على التوالي. وقفز الإنتاج الأمريكي ما يزيد على 17% منذ منتصف 2016 ومن المتوقع أن يتجاوز عشرة ملايين برميل يومياً قريباً. وغذى انخفاض الدولار على مدى ستة أسابيع متتالية موجة الارتفاع الأخيرة في أسعار النفط. وانخفضت العملة الأمريكية 3% منذ بداية الشهر الجاري. والنفط مقوم بالدولار ومن ثم فإن انخفاض الدولار قد يعزز الطلب على الخام من المشترين الذين يستخدمون عملات أخرى.

وصف تقرير “شيب آند بونكر” الدولي السعودية بأنها رسمت مستقبلاً مضيئاً وواقعياً لسوق النفط الخام، مستندا إلى تأكيدات المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، خلال مشاركته في أعمال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي أخيرا، التي أشار فيها إلى أن تقديرات وكالة الطاقة الدولية لطفرة الإنتاج الصخري الأمريكي مبالغ فيها، كما أن السوق قريبة من استعادة التوازن الكامل. ولفت التقرير الدولي المعني بالشحن والمخزونات النفطية إلى اقتناع عدد من المحللين الدوليين ذوي الخبرة والكفاءة، بأن المكاسب الواسعة التي حققتها أسعار النفط خلال الأسابيع الأولى من العام الجاري تعني أن السوق في طريقها إلى عمليات تصحيح جذرية واسعة ستتحقق قريبا جدا. وأبرز التقرير على ضرورة عدم الانزعاج من طفرة الإمدادات الأمريكية، والتأكيد أن نمو الطلب سيكون بوتيرة أسرع، ما يبدد المخاوف من تجدد حالة تخمة المعروض خاصة في ضوء الجهود الحالية الفعالة لـ “أوبك” والمستقلين في تقييد الإنتاج.

وبحسب توقعات التقرير فإن السعودية ستعمل على الحفاظ على أسعار النفط في المستويات الحالية المرتفعة لأن ذلك يسهل خططها نحو التحول والتنوع الاقتصادي، كما يعزز الطرح المرتقب لحصة الشركة الوطنية العملاقة “أرامكو” في أسواق المال. وأوضح التقرير أن المنتجين التقليديين في الشرق الأوسط سيحافظون على مكانتهم على خريطة الطاقة العالمية، وستمضي المشروعات قدماً على الرغم من وجود حالة من عدم اليقين بشأن تطورات أسعار النفط الخام واستمرار وجود بعض الاختلالات في علاقة العرض والطلب، لافتا إلى وجود جهود جيدة ملموسة لإجراء التحسينات التشغيلية وتعزيز العلاقات بين الموردين والعملاء.

وأشار التقرير إلى أن منطقة الشرق الأوسط تعتبر قوة عظمى في مجال النفط والغاز على المستوى العالمي، إلا أنه لا يمكن إنكار أنها تأثرت سلبيا من فترة تراجع أسعار النفط الخام، مبينا أن احتياطيات المنطقة وقدراتها الإنتاجية ما زالت قوية ومؤثرة وهى تحتاج فقط إلى العمل على علاج الفجوات في مجال الكفاءة والتكنولوجيا، بما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية في صناعة النفط والغاز.

وقال التقرير الدولي إن محاولات التشكيك في جدوى المشاريع والاستثمارات في المنطقة لم تلق قبولاً ولم تنجح في صرف اهتمام شركات النفط والطاقة الدولية عن الاستثمار والشراكة مع الشركات الوطنية في الشرق الأوسط، موضحاً أن على عكس المتوقع حدثت حالة من الاستثمارات الكثيفة في المنطقة خلال السنوات الأخيرة في مشروعات المصب.

 

سجل هنا واحصل على
عرض مميز للتداول اونلاين

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*