إن الارتفاع الكبيرفي أسعار الذهب منذ بداية العام الحالي والذي يدعمه جزئياً أنخفاض سعر الدولار الأمريكي، إضافةً إلى التوقعات الكبيرة بشأن ارتفاع سواق الأسهم في الولايات المتحدة وارتفاع معدلات التضخم. كل هذه العوامل قد تدفع بسعر الذهب لكسر حاجز 1.900 دولار للأونصة في عام 2018. وإن حدث ذلك فإنه سيتجاوز بذلك أعلى رقم قياسي حققه على الإطلاق في عام 2011. كما أن وصول سعر الذهب خلال هذا العام إلى 2.000 دولار للأونصة هدف قد يتحقق وإن كان من المبكر عن ذلك.
في يوم الأربعاء وصلت أسعار العقود الأجلة للذهب “فبراير” إلى 1.339 دولار للأونصة، ومن المتوقع أن يرتفع الذهب عاجلاً فوق حاجز 1.400 دولار وهو ما لم يحققه منذ عام 2013. ويقول الخبراء في سوق الذهب أنه إذا ارتفع فوق 1.400 دولار للأونصة من المتوقع أن نشهد تحركات هائلة مثل التي حدثت للعملات الرقمية. ومن الممكن أن يتضاعف السعر من 1.400 دولار إلى 2.800 دولار للأونصة خلال عام 2018، خاصةً إذا صحت التقارير التي تقول بأن الصين تعتزم إيقاف شراء السندات والدولار الأمريكي. وبالتالي قد يصل الدولار إلى أدنى مستوياته على الإطلاق لثلاث سنوات قادمة.
تجدر الإشارة إلى الفرق بين الارتفاع في سعر الذهب عن الارتفاع في سعر البيتكوين، أن الذهب يتميز بالاستمرارية وذلك بسبب عملية العرض والطلب عليه. في حين أن البيتكوين كان يقوم على المضاربة والتداول فقط.
المجلس العالمي للذهب حدد بعض العوامل التي قد تؤثر على أداء الذهب هذا العام منها النمو الاقتصادي العالمي وخاصة في الصين، التي تعتبر أكبر سوق للذهب في العام. كما أشار المجلس إلى أنه لن تصدر بيانات الطلب على الذهب للربع الأول حتى شهر أبريل، أي بعد انتهاء السنة القمرية الجديدة في 16 فبراير في الصين حيث يتم ارتفاع الطلب على الذهب في هذه الفترة. كما أن الأرباع الثلاثة الأولى من العام الماضي شهدت اتجاهاً تصاعدياً خاصة مع زياد الطلب على النقود والقطع الذهبية في الصين.
هناك أراء أخرى ترى بأن الذهب سيشهد ارتفاعاً إلى 1.420 دولار بحلول منتصف العام الحالي وقد يستقر عند 1.400 دولار بنهاية العام. وهؤلاء يفترضون حدوث ذلك في حال تم رفع أسعار الفائدة الأمريكية لمرتين فقط في عام 2018، مما يعني تصحيح وزيادة في مؤشر الدولار الأمريكي وعائدات الخزانة. وقد تنخفض أسعار الذهب إلى 1.110 دولار للأونصة بحلول نهاية العام إذا قام المجلس الاحتياطي الفيدرالي يرفع أسعار الفائدة أربعة مرات هذا العام.
قم بكتابة اول تعليق