الدولار يرتفع مع تزايد التوترات التجارية العالمية واستقرار اليورو

ارتفع الدولار الأمريكي بشكل كبير خلال الشهر الماضي وذلك يرجع بالأساس إلى تزايد التوترات التجارية، وزيادة المخاوف من نشوب حرب تجارية عالمية بين الولايات المتحدة والصين. حيث أن الدولار الأمريكي ارتفع في ظل المخاوف من تراجعه في ظل النتائج السلبية التي قد يحدثها النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم. حيث استفاد الدولار من نفور المشاركين في الأسواق من المخاطرة في الاستثمار، كما تم في نفس الوقت تشجيع المستثمرين على البيع من العملات الأكثر حساسية للمخاطر.

كما تعززت الثقة في الاقتصاد الأمريكي وتم دعمه خاصةً مع انخفاض معدلات البطالة من 4.0% لتصل إلى 3.9% في شهر يوليو الماضي. إضافةً إلى أنه في الوقت الذي أبقى فيه المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماع شهر أغسطس، فإن صانعي السياسة الاقتصادية في الولايات الأمريكية أبقوا الباب مفتوحاً أمام رفع أسعار الفائدة في اجتماع شهر سبتمبر المقبل. وهذا بدوره ساعد على دعم الدولار الأمريكي وجاذبيته للمستثمرين، إضافةً أيضاً إلى البيانات الاقتصادية الإيجابية لمؤشرات الوظائف الأمريكية ومعدلات التضخم. كما أن “جيروم باول” رئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي ساهم من خلال تعليقاته على تقليل المخاوف الموجودة في السوق، حيث أشار بأن الضغط السياسي القادم من إدارة البيت الابيض قد تمنع الاحتياطي الفيدرالي إلى التوجه إلى زيادات أخرى في أسعار الفائدة.

إن التوقعات التي تشير إلى ارتفاع ضعوط الأسعار بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهليكن لشهر يوليو الماضي، قد تؤدي أيضاً إلى تزايد الطلب على الدولار الأمريكي. كما قد يستفيد سعر صرف الدولار الأمريكي من ارتقاع الأسعار المحلية التي قد تؤدي إلى توجه الفيدرالي الأمريكي إلى رفع أسعار الفائدة الأمريكية. كما قد يساعد أيضاً صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة على تمديد الاتجاه الصعودي للدولار الأمريكي. كما سيتم التركيز على بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني في الولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن تؤكد تسارعاً قوياً آخر في النمو الاقتصادي الأمريكي. وطالما استمر الاقتصاد الأمريكي في إظهار القوة والنمو من المرجح أن تظل الحالة تجاه الدولار الأمريكي إيجابية بشكل عام.

أما من ناحية “اليورو” عملة المنطقة الأوروبية الموحدة، فقد كانت البيانات مستقرة إلى حد كبير في أعقاب التباطؤ الذي شهده الاقتصاد في الربع الثاني. كما حافظ البنك المركزي الأوروبي على نظرة متفائلة ولكن تبقى حذرة بعض الشيء. حيث لا يزال البنك المركزي الأوروبي يتنبأ بأن اقتصاد منطقة اليورو سوف يتعافى ويتعزز بشكل مطرد، ويؤكد البنك أن أسعار الفائدة في منطقة اليورو لن ترتفع إلا بعد النصف الأول من عام 2019، في حين أن الأسواق تتوقع بأن البنك قد يرفع أسعار الفائدة في نهاية العام المقبل.

في أواخر يوليو التقى الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ورئيس المفوضية الأوروبية “جان كلود يونكر” وبدا الطرفان متفائلان بشأن مستقبل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وبما أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين لم يكن لها تأثير ملحوظ على بيانات منطقة اليورو، فقد أصبح المستثمرون أكثر تفاؤلاً من أن اقتصاد منطقة اليورو سوف يتغلب على المخاوف التجارية. في الأسبوع القادم ستصدر توقعات النمو في منطقة اليورو للربع الثاني ونتائج التضخم النهائية لشهر يوليو. فإذا كانت أفضل من المتوقع فقد ترتفع الرهانات على سعر الفائدة من البنك المركزي الأوروبي وقد يرتفع اليورو.

لكن بطبيعة الحال فإن أي تطورات تجارية تتعلق بالولايات المتحدة ومنطقة اليورو يمكن أن تحد من إمكانات اليورو في الأسابيع القادمة.

 

سجل هنا واحصل على
عرض مميز للتداول اونلاين

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*