هل البيتكوين فقاعة أم أنه واقع سيقوم عليه الاقتصاد العالمي

في يوم 10 ديسمبر من عام 1999 أغلق سهم Amazon على 106 دولارات للسهم الواحد، وهو ما كان شيئاً خيالياً بمقدار 67 ضعف سعره قبل عامين فقط. ويومها أعلنت الصحف الكبرى أنه لا يوجد شك في أن أسهم الأمازون كانت مجرد فقاعة غير معقولة. وبالفعل إن المتشائمين كانوا على حق، ففي شهر سبتمبر 2001 أنهار سهم أمازون ووصل سعره إلى 6 دولار فقط. وقبل يومين فقط في 9 من الشهر الحالي وفي الوقت الذي أنهارت فيه العديد من الأسهم المنافسة، نجد أن أسهم أمازون تضاعفت أكثر من 11 مرة عن عام 1999 حيث وصل سعره إلى أكثر من 1.252 دولار. والمستثمرون في أمازون حققوا منذ عام 1999 عائداً سنوياً قدره 14.6% وهو أكثر بكثير من أرباح “ستاندرد أند بوروز” مثلاً.

حالياً نجد أن عملة البيتكوين الرقمية تحقق ارتفاعات سريعة وغير مسبوقة، أضافةً إلى غيرها من العملات الرقمية الأخرى. ومثلما  كان الحال مع أمازون سابقاً فإن هناك من يقول الآن أن البيتكوين مجرد فقاعة غبر واضحة المعالم. وهؤلاء يواجهون آراء عشاق العملات الرقمية الذين يرون أن البيتكوين هي امتداد منطقي لعصر التجارة الرقمية وهي التي ستشكل المستقبل الاقتصادي. ولغاية الآن أصبحت التجارة العالمية مقومة بالعملات الوطنية، حيث أن هناك حوالي 180 عملة وطنية. ويمكن تبادل معظمها بحرية ولكن لا يتم استخدام العملة الوطنية إلا بالبلد الخاصة بها، كما أن المعاملات بين أي بلدين غير فعالة ومكلفة وبطيئة. ويعتقد المتفائلين من العملات الرقمية أن هذا الأمر سينتهي، وستحل محل العملات الوطنية مستقبلاً عملات رئيسية قائمة على شبكة الإنترنت. على سبيل المثال، قد تكون هناك عدة عملات أو عملة واحدة تستخدم للسفر بالطيران. وإذا كنت ترغب في دفع ثمن السفر الجوي الخاص بك أو لشخص آخر في بلد آخر فأنت لن تحتاج إلى بطاقة الائتمان، وإنما كل ما عليك فعله فقط هو إرسال الرموز (أي العملة) المستخدمة للسفر الجوي.

في هذا الاقتصاد العالمي، قد تجد أن لأمازون العملة الخاصة به، ولأوبر العملة الخاصة بها، والفيسبوك قد يكون يمتلك العملة الخاصة به. ومثل الإنترنت، لن تعرف هذه العملات حدوداً وطنية، بصرف النظر عن أي تدابير مطلوبة للالتزام بالقوانين الوطنية. وستصدر البنوك المركزية الوطنية عملاتها الخاصة أيضاً، كما تفعل الآن ولكنه سيتم ترقيمها مثل العملات الخفية، وتستخدم أساساً لدفع رواتب الموظفين الحكوميين والمقاولين ودفع الضرائب. وهذه العملات (الرموز) ستكون قابلة للتبديل بسهولة، تماماً كما هي العملات الوطنية الآن. وقد تكون البيتكوين هي “المعيار” الأساسي في هذا الاقتصاد الرقمي. مثلما كان الذهب سابقاً هو النقد الأساسي تاريخياً حتى منتصف السبيعنات عندما أخذت الولايات المتحدة الدولار قبالة معيار الذهب، وعلى الرغم من أن العديد من المتحمسين للذهب لا يزالوا يعتبروه العدد الوحيد الموثوق به. ومنذ ذلك الحين تم استبدال الذهب أساساً بالدولار الأمريكي. وهذا هو أحد الأسباب التي أدت إلى ارتفاع قيمة الدولار.

 

سجل هنا واحصل على
عرض مميز للتداول اونلاين

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*